فضائل الحجاب ومثالب التبرج ..
--------------------------------------------------------------------------------
جعل الله تعالى حجاب المسلمة سمة بارزة ، وشعاراً ظاهراً ، من خلال تبرز شخصيتها المستقلة ، وكياناه الشريف ، وهي مؤشر صريح يبين حال مجتمعها ، ومن
خلاله تُعرف كرامته ..
وحرصه على شرفه وعفافه ، ومدى تقيده بشرع ربّه الحكيم ، وبقدر تمسكه به تتجلى مجانبته صراط المغضوب عليهم والضالين .
وقد ظل أمر التمسك بالحجاب على الجادة ، مـذ فرض إلى منتصف القرن الماضي ، لا يشك في وجوبه أحد ، ولا يراه أحدٌ من المسلمين سبباً لتأخر ، أو إيذاء للنساء ، بل يرونه سبباً لصون المرأة عن كلَِ متعرضٍ لها بفساد ، وحماية لجماعة المسلمين من الفساد .
ولكن لما وفد من الغرب ما وفد ، من عاداتٍ قبيحة ، وتقاليد مشينة ، وانحلال خلقي ، وشذوذ سلوكي ، صادف في كثير من المسلمين ضعفاً ، وعن الدين بعداً ، وللقوي المتجبر خضوعاً ، وبالوافد المسيطر انبهاراً ؛ فخرجت على المسلمين صيحات ينادي بها أناسٌ من أبناء جلدتنا ، ينطقون بألسنتنا ، قلوبهم قلوب ذئاب ، قلوب ملأها الوافد بحبِّه ، وخرجها بفساده ، وعاث فيها بانحلاله ؛ استلم قيادتها ، فأطاعته خاضعة ذليلة ؛ وصارت تنادي بكل ما يريد ، وتخطب وده وإن كان باتباع كلّ شيطان مريد .
فأصبح المسلمون وصيحات التغريب تناديهم من هنا وهناك ، متزلزلة في نفوس جمهورهم كثير من ثوابتها ، حتى تبع من تبع منهم تلك الصيحات ، وصدق بعضهم أن الدين تقاليد وعادات ، وبعضهم لم يبق له إلا محيط يستحي من مخالفته ، وجماعة لا يجرؤ على الخروج عن نطاقها ، وبعضهم لم تعد لديه أدلة يطمئن إليها ، وبعضهم عاجز عن مقارعة الحجَّة بالحجّة !
(( فضائل الحجاب ومثالب التبرج ))
* يكفي المسلمة أن تعلم أنها بلبسها حجابها الشرعي تطيع الله عز وجل ، وتطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك سعادة الدارين ، والفوز العظيم الذي لا يعدله فوز ؛
قال تعالى [ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزأً عظيما ].
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي تقف سداً منيعاً أمام الفتنة حتى لا تجد لها مقاماً وسط جماعة المسلمين ، الذين لا تتبرج نساؤهم ، وَتَرْكُهَا حجابها ، وتبرجها أمام الرجال الأجانب بسبب ظهور الفتنة ، لأنها بتبرجها تدعو إلى النظرة المسمومة ، وهي أول خطوة من خطوات إبليس في طريق الفساد ، الذي يسبب فساد المسلمين وهلاكهم .
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها الزينة التي أمر الله بإخفائها عن الرجال الأجانب تكون حرةً ، كما أراد الله ، ولا تكون نهباً لمل ذئبٍ بشري ، يغرز أنياب نظراته في جسدها العاري طولاً وعرضاً ، وإن سنحت له فرصة صنع أكثر ، وهذه خطوات الشيطان ، التي يستزل بها من أطاعه ، وذلك أن نظرة الرجل تُنشيء في قلبه ميلاً إلى من أعجب بها ، ثم يتحول الميل إلى حب والحبُّ يجر إلى إدامة التفكير ، وعزماً على الوصال بمن تعلق قلبه بها ، وقد قيل شعراً :
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
ومن المعلوم أن أنوثة المرأة رأسُ مالها ، وقيمتها التي تمكن فيها قوتها ، وكلما صانت المرأة أنوثتها عن الابتذال كلما زادت أنوثتها قوة ، وأنوثة المرأة لها مثل رجولة الرجل له ، فهو يعتز بهذه ، وهي تفتخر بتلك ، وكلما ابتذلت المرأة نفسها كلما نقصت أنوثتها ، وقلّ قدرها ، وكلما نقصت أنوثة الرجل كلما قلّ قدره فهذه بهذه ، وتلك بتلك ، الكلُّ بـالكلّ ، والحصة بالحصة !
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها زينتها ، لسان حالها يقول لكل رجل أجنبي : غض الطرف ، فلستُ لك ، ولستَ لي . إنِّي حرّة ، لا أستجدي عيناً نظرة ؛ فأنا أعلى من ذلك قدراً ، لكوني قد أعلنت للجميع طهري وعفافي ، وحريتي بلبسي لحجابي .
أما المتبرجة ، التي تبذلت بإظهار محاسنها للرجال الأجانب ، فمسكينة مسكينة ، لسان حالها يستجدي كل ذئب بشري ، ويترجاه : هل من نظرة ؟ هل .... وهل ... ؟ تستجدي هذا وذاك ، وتتهالك على عتباتِ نظراتهم ، علَّ أحدهم يجود عليها بنظرة !
فقولي لي _ بربك _ أي المرأتين حرّة مستقلة ؟ التي رفعت نفسها ، وتعالت بها عن هذا الإسفاف المقيت ،
أم تلك التي ارتمت على أعتاب نظرات الرجال ؟
ولو أذن مجتمعٌ لنسائه بالخروج سافراتٍ متبرجات ، وأصبح كل رجل يسرح طرفه في أجساد النساء ، فهل ترضين أن يكون زوجك ذلك الرجل الذي يدخل البيت وقد تعلق قلبه امرأة متبرجة ؟ ملكت عليه فكره ، وَأَصبَحتْ أمام ناظريه وهو ينظر إليكِ ، ويقارن بينكِ وبينها ، والشيطان يعمل في تزين تلك المتبرجة في نفسه ، ويُجَمِّلها أكثر منك ؟
إن كلًّ ، سيقول : إنك لو علمت بما في نفسه لتحولتِ بركاناً من الغيرة ، ولأحرقتِ نارك مقومات الحياة الزوجية القائمة ، ولظللت كوال عمرك تخافين أن يكون زوجك على تلك الحال التي أغضبتك ، ولما استطعت التخلص من ذلك الهم مهما طالت الأيام ، وتعاقبت السنوات . والرجل كذلك ، بل أشدّ .
واعلمي ، بارك الله فيك ، أن الرجل عرضة للافتتان بالمتبرجات ،
ولو كانت زوجته جميلة ، فكيف إذا لم تكن كذلك ؟
--------------------------------------------------------------------------------
جعل الله تعالى حجاب المسلمة سمة بارزة ، وشعاراً ظاهراً ، من خلال تبرز شخصيتها المستقلة ، وكياناه الشريف ، وهي مؤشر صريح يبين حال مجتمعها ، ومن
خلاله تُعرف كرامته ..
وحرصه على شرفه وعفافه ، ومدى تقيده بشرع ربّه الحكيم ، وبقدر تمسكه به تتجلى مجانبته صراط المغضوب عليهم والضالين .
وقد ظل أمر التمسك بالحجاب على الجادة ، مـذ فرض إلى منتصف القرن الماضي ، لا يشك في وجوبه أحد ، ولا يراه أحدٌ من المسلمين سبباً لتأخر ، أو إيذاء للنساء ، بل يرونه سبباً لصون المرأة عن كلَِ متعرضٍ لها بفساد ، وحماية لجماعة المسلمين من الفساد .
ولكن لما وفد من الغرب ما وفد ، من عاداتٍ قبيحة ، وتقاليد مشينة ، وانحلال خلقي ، وشذوذ سلوكي ، صادف في كثير من المسلمين ضعفاً ، وعن الدين بعداً ، وللقوي المتجبر خضوعاً ، وبالوافد المسيطر انبهاراً ؛ فخرجت على المسلمين صيحات ينادي بها أناسٌ من أبناء جلدتنا ، ينطقون بألسنتنا ، قلوبهم قلوب ذئاب ، قلوب ملأها الوافد بحبِّه ، وخرجها بفساده ، وعاث فيها بانحلاله ؛ استلم قيادتها ، فأطاعته خاضعة ذليلة ؛ وصارت تنادي بكل ما يريد ، وتخطب وده وإن كان باتباع كلّ شيطان مريد .
فأصبح المسلمون وصيحات التغريب تناديهم من هنا وهناك ، متزلزلة في نفوس جمهورهم كثير من ثوابتها ، حتى تبع من تبع منهم تلك الصيحات ، وصدق بعضهم أن الدين تقاليد وعادات ، وبعضهم لم يبق له إلا محيط يستحي من مخالفته ، وجماعة لا يجرؤ على الخروج عن نطاقها ، وبعضهم لم تعد لديه أدلة يطمئن إليها ، وبعضهم عاجز عن مقارعة الحجَّة بالحجّة !
(( فضائل الحجاب ومثالب التبرج ))
* يكفي المسلمة أن تعلم أنها بلبسها حجابها الشرعي تطيع الله عز وجل ، وتطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك سعادة الدارين ، والفوز العظيم الذي لا يعدله فوز ؛
قال تعالى [ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزأً عظيما ].
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي تقف سداً منيعاً أمام الفتنة حتى لا تجد لها مقاماً وسط جماعة المسلمين ، الذين لا تتبرج نساؤهم ، وَتَرْكُهَا حجابها ، وتبرجها أمام الرجال الأجانب بسبب ظهور الفتنة ، لأنها بتبرجها تدعو إلى النظرة المسمومة ، وهي أول خطوة من خطوات إبليس في طريق الفساد ، الذي يسبب فساد المسلمين وهلاكهم .
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها الزينة التي أمر الله بإخفائها عن الرجال الأجانب تكون حرةً ، كما أراد الله ، ولا تكون نهباً لمل ذئبٍ بشري ، يغرز أنياب نظراته في جسدها العاري طولاً وعرضاً ، وإن سنحت له فرصة صنع أكثر ، وهذه خطوات الشيطان ، التي يستزل بها من أطاعه ، وذلك أن نظرة الرجل تُنشيء في قلبه ميلاً إلى من أعجب بها ، ثم يتحول الميل إلى حب والحبُّ يجر إلى إدامة التفكير ، وعزماً على الوصال بمن تعلق قلبه بها ، وقد قيل شعراً :
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
ومن المعلوم أن أنوثة المرأة رأسُ مالها ، وقيمتها التي تمكن فيها قوتها ، وكلما صانت المرأة أنوثتها عن الابتذال كلما زادت أنوثتها قوة ، وأنوثة المرأة لها مثل رجولة الرجل له ، فهو يعتز بهذه ، وهي تفتخر بتلك ، وكلما ابتذلت المرأة نفسها كلما نقصت أنوثتها ، وقلّ قدرها ، وكلما نقصت أنوثة الرجل كلما قلّ قدره فهذه بهذه ، وتلك بتلك ، الكلُّ بـالكلّ ، والحصة بالحصة !
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها زينتها ، لسان حالها يقول لكل رجل أجنبي : غض الطرف ، فلستُ لك ، ولستَ لي . إنِّي حرّة ، لا أستجدي عيناً نظرة ؛ فأنا أعلى من ذلك قدراً ، لكوني قد أعلنت للجميع طهري وعفافي ، وحريتي بلبسي لحجابي .
أما المتبرجة ، التي تبذلت بإظهار محاسنها للرجال الأجانب ، فمسكينة مسكينة ، لسان حالها يستجدي كل ذئب بشري ، ويترجاه : هل من نظرة ؟ هل .... وهل ... ؟ تستجدي هذا وذاك ، وتتهالك على عتباتِ نظراتهم ، علَّ أحدهم يجود عليها بنظرة !
فقولي لي _ بربك _ أي المرأتين حرّة مستقلة ؟ التي رفعت نفسها ، وتعالت بها عن هذا الإسفاف المقيت ،
أم تلك التي ارتمت على أعتاب نظرات الرجال ؟
ولو أذن مجتمعٌ لنسائه بالخروج سافراتٍ متبرجات ، وأصبح كل رجل يسرح طرفه في أجساد النساء ، فهل ترضين أن يكون زوجك ذلك الرجل الذي يدخل البيت وقد تعلق قلبه امرأة متبرجة ؟ ملكت عليه فكره ، وَأَصبَحتْ أمام ناظريه وهو ينظر إليكِ ، ويقارن بينكِ وبينها ، والشيطان يعمل في تزين تلك المتبرجة في نفسه ، ويُجَمِّلها أكثر منك ؟
إن كلًّ ، سيقول : إنك لو علمت بما في نفسه لتحولتِ بركاناً من الغيرة ، ولأحرقتِ نارك مقومات الحياة الزوجية القائمة ، ولظللت كوال عمرك تخافين أن يكون زوجك على تلك الحال التي أغضبتك ، ولما استطعت التخلص من ذلك الهم مهما طالت الأيام ، وتعاقبت السنوات . والرجل كذلك ، بل أشدّ .
واعلمي ، بارك الله فيك ، أن الرجل عرضة للافتتان بالمتبرجات ،
ولو كانت زوجته جميلة ، فكيف إذا لم تكن كذلك ؟