[size=29]
لحظات من الصمت ثم قال بعدها الاستاذ هيثم:
اللي ما عملش الواجب يطلع لي برة هنا عند الباب!
هنا قام سبعة تلاميذ من أماكنهم يرتجفون هلعا بعدما اكدت نظرات مدرسهم الشاب انهم سيلقون الجزاء ضربا بالعصا التي يمسك بها في يده.
تقدم التلاميذ الصغار واصطفوا إلي جوار باب الفصل.. وراح مدرس الرياضيات الشاب يتفحصهم في صمت.. وبعدها هوي بعصاه علي أول التلاميذ الذين لم »يحلوا الواجب«!
وقال مدرس الرياضيات بعصبية للتلميذ الأول:
ما عملتش الواجب ليه ياحيوان.
ولم يرد الصغير.. لم يجد مبررا فقال له الاستاذ بغضب:
افتح ايدك..
ومد التلميذ الصغير يديه للاستاذ حتي يهوي بعصاه عليها وهو يصرخ:
الواجب فين ياحيوان...
انتهي مدرس الرياضيات من التلميذ الأول وانتقل إلي باقي الطابور يهوي علي كل واحد من التلاميذ بعصاه حتي وصل إلي التلميذ الاخير في طابور الذنب.. وهو »اسلام« الطفل المحبوب من كل زملائه لهدوئه وموهبته في كرة القدم.. طفل وديع بمعني الكلمة لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ولم تكن له أي مشكلة في المدرسة.
كان »اسلام« اكثر التلاميذ رعبا في طابور الذنب.
كان جسده الصغير يرتعد وهو يواجه الاستاذ هيثم الذي استوقفه في نفس هذا اليوم بعد انتهاء طابور الصباح واثناء صعود التلاميذ إلي فصولهم.. وطلب منه صراحة ان يعطيه »درسا خصوصيا« ورد عليه الطفل ببراءة انه سيسأل والديه لان ظروفهما المادية ربما لاتسمح بهذا الدرس الخصوصي.
اقترب الاستاذ »هيثم« من التلميذ الصغير والذي فتح يديه مثل باقي زملائه لينال جزاء عدم القيام بالواجب.. وبالفعل ضربه مدرس الرياضيات علي يديه بالعصا مرتين مثله من غيره.. ولكن يبدو ان الضربة الثانية كانت من القوة التي دفعت الصغير »اسلام« لان يتألم بشدة ويمسك يده اليمني من الألم وينحني بجسده للأمام وراح الصغير يتأوه.
تأوهات الصغير لم تعجب المدرس الشاب فراح يهوي بالعصا علي جسد الصغير اسلام حتي »يفرد جسمه« وكانت كل ضربة بالعصا تزيد الصغير انحناء فقام الاستاذ هيثم بركل التلميذ الصغير بكل قوة في بطنه مرة ثم في صدره بجوار القلب مرة أخري.
ومع قوة الركلات »انفرد جسم« الطفل الصغير فكف المدرس عن عقابه وقال صارخا في وجه الطفل البريء:
أجري اقعد مكانك ياحيوان.
تقدم الصغير اسلام عائدا ليجلس في مكانه.. ولم يلاحظ المدرس الشاب ان الصغير المضروب يسير ببطء شديد ويمسك بطنه من شدة الألم وعيناه زائغتان ولايستطيع أخذ نفسه من شدة الركلات.
جلس »اسلام« بصعوبة في مكانه ومال برأسه للامام ليسندها علي »التخته« وهو يتنفس بصعوبة شديدة.. بينما استدار المدرس ليبدأ شرح الدرس الجديد.
ولكن.. فجأة سقط »اسلام« أسفل »التختة« فصرخ زميله الصغير الجالس إلي جواره وراح ينادي علي الاستاذ قائلا في رعب شديد:
>> إلحق يا استاذ.. اسلام مش بيتحرك علي الارض!
هرول الاستاذ هيثم إلي التلميذ الصغير الذي سقط في مكانه وراح يحاول ايقاظه وافاقته ولكن دون جدوي فأسرع المدرس الشاب يصرخ وينادي علي زملائه المدرسين بنفس الدور.. وتجمع المدرسون والمشرفون من كل مكان بالمدرسة علي صرخات الاطفال الموجودين بفصل »خامسة أول«.. وصرخات المدرس الشاب معهم!
حالة من الهرج والمرج والرعب الكبير أصابت الجميع..
الاطفال يرتعدون من الخوف.. المدرسون في ذهول استاذ هيثم مدرس الرياضيات لايصدق ما جري.. الشلل اصاب الجميع.. والوقت يمضي ثقيلا حتي انطلق أحد
المدرسين باسلام إلي مركز القدس الطبي القريب من المدرسة في محاولة لانقاذ التلميذ الصغير.
مركز القدس الطبي.. رفض استقبال الصغير.
والسبب كما قال الطبيب هناك: الولد ميت!
الاساتذة المصاحبون للصغير »اسلام« رفضوا تصديق هذا الكلام فاسرعوا به إلي مستشفي شرق المدينة.. وادخلوا التلميذ غرفة الانعاش بعد وساطات ورجاءات!
وتم وضع اسلام.. علي الاجهزة.
تنفس صناعي.. صدمات كهربائية.. كل محاولات تنشيط القلب لم تؤت ثمارها.. فالتلميذ وصل إلي المستشفي ميتا كما قال تقرير طبيب الاستقبال نفسه.
كل هم الاساتذة والمشرفين عن مدرسة سعد عثمان كان في محاولة خداع والد الطفل لحظة وصوله إلي المستشفي بعدما علم بوجود ابنه هناك.
لا أحد هناك قال الحقيقة للأب.. بل ومنعوه من زيارة ابنه في غرفة الانعاش طوال ساعتين عاشها في قلق لايمكن وصفه.
الكل اتفق علي رواية واحدة حول اسباب ما جري للابن.. كلهم قالوا:
>> الولد وقع لوحده في الفصل!
وفي نفس هذا التوقيت كانت الست ناظرة المدرسة التي غابت عن مدرستها يوم الحادث قد علمت بالخبر فاسرعت إلي هناك وراحت تهدد التلاميذ المرعوبين قائلة:
>> اسلام وقع لوحده.. لو حد فيكم فتح بقه ح يحصله زي اسلام!!
[size=29]
الكل لايصدق ان تصل الأمور في مدارسنا إلي هذا الح.. حد قتل تلميذ علي يد مدرس!
الآباء والأمهات اصابهم الرعب علي فلذات أكبادهم خشية أن يتكرر الحادث الغريب.
لا حديث في بيوت مصر كلها من الاسكندرية إلي اسوان سوي حكاية التلميذ الصغير.. »اسلام عمرو بدر« الذي عاقبه مدرس رياضيات شاب لانه لم يحل الواجب بضربه بالعصا علي يده ثم ركله في لحظة جنون بكل قوة في صدره ليسقط الصغير جثة هامدة وسط هلع اقرانه في الفصل.
الحادث بكل تأكيد مرعب.
ورغم ان القاتل معروف وتم القاء القبض عليه ولم ينكر جريمته الا ان الجميع مازال يطرح السؤال:
من قتل الصغير إسلام؟
هل قتله إهمالنا واستسهالنا للأمور؟
هل قتله غياب الرقابة علي المدارس؟
هل قتله كبار المسئولين عن نظام تعليم عقيم؟
الاسئلة كثيرة وحيرة الناس تتزايد ولكن المؤكد ان هذا الحادث لابد ان نتوقف طويلا أمامه.. لابد ان يتحول إلي نقطة فاصلة في حياتنا جميعا اذا كنا حريصين فعلا علي مستقبل كل أولادنا التلاميذ فالمتهمون في هذه القضية كثيرون بداية من وزير التعليم د. يسري الجمل وحتي أصغر فراش في أصغر مدرسة علي أرض مصر.
انطلقنا إلي مدينة الاسكندرية حيث وقعت الجريمة.. توجهنا إلي بيت الطفل الشهيد.. استمعنا إلي احزان والده ووالدته الثكلي.. سجلنا بالكاميرا حبات الدموع الحارقة التي تنساب علي وجوه كل من عرف »اسلام«.
وكذلك توجهنا إلي المسئول الأول في التعليم في محافظة الاسكندرية.. وضعنا علي مكتبه هموم الناس وخوفهم واتهاماتهم ايضا لمنظومة التعليم.. ومنحناه حق الرد علي كل التساؤلات التي تجول بذهن الاباء والامهات.
المتهم أيضا التقينا به في حوار سريع.. وتكلم وان رفض التصوير.
تعالوا نتعرف علي الحكاية كاملة.. من الألف إلي الياء.
بداية الحكاية كانت .. كما رواها لنا زملاء الشهيد يوم الأربعاءقبل الماضي مع دقات الساعة العاشرة والنصف صباحا.
بالتحديد عندما انتهت الحصة الثانية في فصل خامسة أول بمدرسة سعد عثمان الابتدائية وغادر مدرس اللغة العربية ودخل بدلا منه الاستاذ هيثم نبيل (٣٢ سنة) مدرس الرياضيات.
لم ينطق المدرس الشاب بكلمة.. ظل ينظر إلي التلاميذ الصغار الجالسين علي مقاعدهم في رعب شديد.. فقد كان كل تلاميذ المدرسة يخشونه ويهابونه.
الآباء والأمهات اصابهم الرعب علي فلذات أكبادهم خشية أن يتكرر الحادث الغريب.
لا حديث في بيوت مصر كلها من الاسكندرية إلي اسوان سوي حكاية التلميذ الصغير.. »اسلام عمرو بدر« الذي عاقبه مدرس رياضيات شاب لانه لم يحل الواجب بضربه بالعصا علي يده ثم ركله في لحظة جنون بكل قوة في صدره ليسقط الصغير جثة هامدة وسط هلع اقرانه في الفصل.
الحادث بكل تأكيد مرعب.
ورغم ان القاتل معروف وتم القاء القبض عليه ولم ينكر جريمته الا ان الجميع مازال يطرح السؤال:
من قتل الصغير إسلام؟
هل قتله إهمالنا واستسهالنا للأمور؟
هل قتله غياب الرقابة علي المدارس؟
هل قتله كبار المسئولين عن نظام تعليم عقيم؟
الاسئلة كثيرة وحيرة الناس تتزايد ولكن المؤكد ان هذا الحادث لابد ان نتوقف طويلا أمامه.. لابد ان يتحول إلي نقطة فاصلة في حياتنا جميعا اذا كنا حريصين فعلا علي مستقبل كل أولادنا التلاميذ فالمتهمون في هذه القضية كثيرون بداية من وزير التعليم د. يسري الجمل وحتي أصغر فراش في أصغر مدرسة علي أرض مصر.
انطلقنا إلي مدينة الاسكندرية حيث وقعت الجريمة.. توجهنا إلي بيت الطفل الشهيد.. استمعنا إلي احزان والده ووالدته الثكلي.. سجلنا بالكاميرا حبات الدموع الحارقة التي تنساب علي وجوه كل من عرف »اسلام«.
وكذلك توجهنا إلي المسئول الأول في التعليم في محافظة الاسكندرية.. وضعنا علي مكتبه هموم الناس وخوفهم واتهاماتهم ايضا لمنظومة التعليم.. ومنحناه حق الرد علي كل التساؤلات التي تجول بذهن الاباء والامهات.
المتهم أيضا التقينا به في حوار سريع.. وتكلم وان رفض التصوير.
تعالوا نتعرف علي الحكاية كاملة.. من الألف إلي الياء.
بداية الحكاية كانت .. كما رواها لنا زملاء الشهيد يوم الأربعاءقبل الماضي مع دقات الساعة العاشرة والنصف صباحا.
بالتحديد عندما انتهت الحصة الثانية في فصل خامسة أول بمدرسة سعد عثمان الابتدائية وغادر مدرس اللغة العربية ودخل بدلا منه الاستاذ هيثم نبيل (٣٢ سنة) مدرس الرياضيات.
لم ينطق المدرس الشاب بكلمة.. ظل ينظر إلي التلاميذ الصغار الجالسين علي مقاعدهم في رعب شديد.. فقد كان كل تلاميذ المدرسة يخشونه ويهابونه.
الواجب فين؟
لحظات من الصمت ثم قال بعدها الاستاذ هيثم:
اللي ما عملش الواجب يطلع لي برة هنا عند الباب!
هنا قام سبعة تلاميذ من أماكنهم يرتجفون هلعا بعدما اكدت نظرات مدرسهم الشاب انهم سيلقون الجزاء ضربا بالعصا التي يمسك بها في يده.
تقدم التلاميذ الصغار واصطفوا إلي جوار باب الفصل.. وراح مدرس الرياضيات الشاب يتفحصهم في صمت.. وبعدها هوي بعصاه علي أول التلاميذ الذين لم »يحلوا الواجب«!
وقال مدرس الرياضيات بعصبية للتلميذ الأول:
ما عملتش الواجب ليه ياحيوان.
ولم يرد الصغير.. لم يجد مبررا فقال له الاستاذ بغضب:
افتح ايدك..
ومد التلميذ الصغير يديه للاستاذ حتي يهوي بعصاه عليها وهو يصرخ:
الواجب فين ياحيوان...
انتهي مدرس الرياضيات من التلميذ الأول وانتقل إلي باقي الطابور يهوي علي كل واحد من التلاميذ بعصاه حتي وصل إلي التلميذ الاخير في طابور الذنب.. وهو »اسلام« الطفل المحبوب من كل زملائه لهدوئه وموهبته في كرة القدم.. طفل وديع بمعني الكلمة لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ولم تكن له أي مشكلة في المدرسة.
ضربة موت!
كان »اسلام« اكثر التلاميذ رعبا في طابور الذنب.
كان جسده الصغير يرتعد وهو يواجه الاستاذ هيثم الذي استوقفه في نفس هذا اليوم بعد انتهاء طابور الصباح واثناء صعود التلاميذ إلي فصولهم.. وطلب منه صراحة ان يعطيه »درسا خصوصيا« ورد عليه الطفل ببراءة انه سيسأل والديه لان ظروفهما المادية ربما لاتسمح بهذا الدرس الخصوصي.
اقترب الاستاذ »هيثم« من التلميذ الصغير والذي فتح يديه مثل باقي زملائه لينال جزاء عدم القيام بالواجب.. وبالفعل ضربه مدرس الرياضيات علي يديه بالعصا مرتين مثله من غيره.. ولكن يبدو ان الضربة الثانية كانت من القوة التي دفعت الصغير »اسلام« لان يتألم بشدة ويمسك يده اليمني من الألم وينحني بجسده للأمام وراح الصغير يتأوه.
تأوهات الصغير لم تعجب المدرس الشاب فراح يهوي بالعصا علي جسد الصغير اسلام حتي »يفرد جسمه« وكانت كل ضربة بالعصا تزيد الصغير انحناء فقام الاستاذ هيثم بركل التلميذ الصغير بكل قوة في بطنه مرة ثم في صدره بجوار القلب مرة أخري.
ومع قوة الركلات »انفرد جسم« الطفل الصغير فكف المدرس عن عقابه وقال صارخا في وجه الطفل البريء:
أجري اقعد مكانك ياحيوان.
ضيق تنفس!
تقدم الصغير اسلام عائدا ليجلس في مكانه.. ولم يلاحظ المدرس الشاب ان الصغير المضروب يسير ببطء شديد ويمسك بطنه من شدة الألم وعيناه زائغتان ولايستطيع أخذ نفسه من شدة الركلات.
جلس »اسلام« بصعوبة في مكانه ومال برأسه للامام ليسندها علي »التخته« وهو يتنفس بصعوبة شديدة.. بينما استدار المدرس ليبدأ شرح الدرس الجديد.
ولكن.. فجأة سقط »اسلام« أسفل »التختة« فصرخ زميله الصغير الجالس إلي جواره وراح ينادي علي الاستاذ قائلا في رعب شديد:
>> إلحق يا استاذ.. اسلام مش بيتحرك علي الارض!
ذهول!
هرول الاستاذ هيثم إلي التلميذ الصغير الذي سقط في مكانه وراح يحاول ايقاظه وافاقته ولكن دون جدوي فأسرع المدرس الشاب يصرخ وينادي علي زملائه المدرسين بنفس الدور.. وتجمع المدرسون والمشرفون من كل مكان بالمدرسة علي صرخات الاطفال الموجودين بفصل »خامسة أول«.. وصرخات المدرس الشاب معهم!
حالة من الهرج والمرج والرعب الكبير أصابت الجميع..
الاطفال يرتعدون من الخوف.. المدرسون في ذهول استاذ هيثم مدرس الرياضيات لايصدق ما جري.. الشلل اصاب الجميع.. والوقت يمضي ثقيلا حتي انطلق أحد
المدرسين باسلام إلي مركز القدس الطبي القريب من المدرسة في محاولة لانقاذ التلميذ الصغير.
رفض!
مركز القدس الطبي.. رفض استقبال الصغير.
والسبب كما قال الطبيب هناك: الولد ميت!
الاساتذة المصاحبون للصغير »اسلام« رفضوا تصديق هذا الكلام فاسرعوا به إلي مستشفي شرق المدينة.. وادخلوا التلميذ غرفة الانعاش بعد وساطات ورجاءات!
وتم وضع اسلام.. علي الاجهزة.
تنفس صناعي.. صدمات كهربائية.. كل محاولات تنشيط القلب لم تؤت ثمارها.. فالتلميذ وصل إلي المستشفي ميتا كما قال تقرير طبيب الاستقبال نفسه.
محاولات تواطؤ!
كل هم الاساتذة والمشرفين عن مدرسة سعد عثمان كان في محاولة خداع والد الطفل لحظة وصوله إلي المستشفي بعدما علم بوجود ابنه هناك.
لا أحد هناك قال الحقيقة للأب.. بل ومنعوه من زيارة ابنه في غرفة الانعاش طوال ساعتين عاشها في قلق لايمكن وصفه.
الكل اتفق علي رواية واحدة حول اسباب ما جري للابن.. كلهم قالوا:
>> الولد وقع لوحده في الفصل!
وفي نفس هذا التوقيت كانت الست ناظرة المدرسة التي غابت عن مدرستها يوم الحادث قد علمت بالخبر فاسرعت إلي هناك وراحت تهدد التلاميذ المرعوبين قائلة:
>> اسلام وقع لوحده.. لو حد فيكم فتح بقه ح يحصله زي اسلام!!